أريد ان استشيرك في موضوع ابنتي هي في سن المراهقه 14 سنه واكتشفت انها تحادث شاب من عمرها ايضا تعرفت عليه من صديقاتها على الفيس بوك من سنه.
ثم منعتها نهائيا من دخول النت حرصا عليها ووعدتني بانها لن تعود الى هذا التصرف
لكني بعد سنه اكتشفت بانها تراسله عن طريق صديقاتها بالمدرسه واظبطت معها جوال اعطاه هو لها ليتكلم معها ليوم واحد فاخذته منها.
وها انا في حالة قلق شديد اذ اني تكلمت معها كثيرا ونصحتها لكني لا اثق بها ودائما لا اكف عن مراقبتي لها
وهددتها باخبار والدها ولكني لم افعل ذلك لان والدها متشدد جدا ولا يسمح بذلك ابدا.
ولو عرف ممكن يذبحها وينقلب البيت كله علينا ولم يثق باحد منا بعدها فهي لم تقتنع بكلامي معها لاني اشعر بذلك وممكن عمل كل الوسائل للتواصل مع صديقها
وانا اخشى عليها من الانجراف في ذلك ولا ادري هل اخبر والدها ام انني احاول معها مع انني نصحتها وحذرتها كثيرا بانني سوف اخبر والدها لو استمرت على ذلك فماذا تنصحني
فانا في حيره من امري واخشى على ابنتي مع اننا نعيش في بيت محافظ جدا ولا احدا منا يفعل ذلك ارجو مشورتكم في اسرع وقت ممكن على وشاكره جدا تفهمكم لي
بسم الله الرحمن الرحيم .
أهلا بك أم محمد..
في عمر المراهقة تحلو الكلمات .. وتذبل النظرات.. وتتغير الحاجات..وتتبدل الأحوال والمفاهيم ،وتبهت القناعات،وتظهر على السطح صورة مخالفة لما عهدتيه من ذلك الطفل الجميل سواء كان ذكرا أم أنثى..
فإذا أدركت الأسرة خطورة هذه المراهقة وتعاملت معها بعلم وحكمة، نجت وفازت، وإذا أهملت وقصرت خسرت الكثير ..
فابنتنا الجميلة ذات الأربعة عشر ربيعا تعيش الحلم الكاذب والوهم الزائف، فيجب أن تتداركيها بحكمتك وحنانك وعقلك وحسن تربيتك ، فاعملي بما يلي -سائلين الله السداد والستر-:
1- أبلغي معلمة لها فاضلة أو مرشدة في المدرسة، فالطرف الصديق يساعد كثيرا في معرفة الأسباب وطرح الحلول، وليكن سرا بينكما، ولتكن عونا لك على تجاوز هذه المحنة الأليمة.
2- حاولي التعرف على صديقاتها وطموحاتهن وأصول تربيتهن، وحذريها -دوما- من صديق السوء الفاجر،وما هي علاماته،وطرائقه الخبيثة،ونهاية تلك الصداقة.
والحديث عن صديق الخير وصديق السوء وآثاره على الإنسان مهما بلغ عمره أو مكانته .
3- تقربي إليها ولا تمنعيها من الانترنت بل حاولي تعزيز مهاراتها والدخول معها لمواقع مفيدة،والتعرف على صديقات طيبات، لأن المنع كانت آثاره وخيمة جدا.
4-إبلاغ أحد إخوانها الكبار والوقوف بجانبها لأن هذه محنة تمر بها الأسرة كاملة، فلا تتحملي مؤونة هذا الخطأ لوحدك، بل حاولي جذب أطراف عاقلة ورشيدة للتعاون فيما بينكم، وأبلغيها -مثلا-أن أخاها علم عن طريق أحد الأصدقاء ، وهذا ينذر بأسوأ لو علم والدها.
5- ضرورة تعزيز الرابطة الأسرية القائمة على الحوار والنقاش والتودد، وعرض بعض المشكلات التي يمكن أن تنتج من العلاقات المحرمة كموضوع عام مطروح للنقاش العائلي في جلسات الترفيه والسفر والاستجمام.
وكيف الأخبار الإعلامية عن حوادث ابتزاز الفتيات، وانتهاك الأعراض،وغير ذلك.
6-تكثيف المراقبة على تصرفات الفتاة الجميلة، وطريقة لباسها، وخبايا نفسها،وخبايا حقيبتها، وخبايا غرفتها الخاصة،وخبايا جهاز الكمبيوتر،ولا تجعليه خاصا بها، بل يشاركها أحد إخوانها أو أخواتها الكبار معها.
ويكون حديثك دوما معها بطريقة لبقة وهادئة بعيدا عن التجريح والعتاب، بل تذكيرها بالصلوات والمحافظة على النوافل، وتعليمها التوبة والاستغفار آناء الليل وأطراف النهار.
7- الحوار بين الوالدين وطريقة التفاهم في العائلة له دور كبير في إنقاذ الفتاة الصغيرة من براثين الذئاب الشيطانية، كما يقال في المثل((كل فتاة بأبيها معجبة)) فتوددي لوالدها ليتقرب من بناته ويحاورهن، ويخرج معهن للتنزه،أو للتسوق أو للمكتبة أو غير ذلك.
ويتبسط معهن في الحديث والدلال لهن سواء في سفر أو في حضر،فأحيانا الشدة الزائدة تورث العكس من النتائج المرجوة،وكذا يتقرب إليها أخوانها الذكور بالهدايا والكلام الجميل، وكل ذلك تحت نظرك وبعلمك وترتيباتك..
فإن استجابت بنيتنا الصغيرة اللعوب وأقرت بعدم العودة -صراحة-لمثل ذلك الفعل الشنيع والذنب العظيم فتقبليها بحضنك الدافئ ودمعك الشفوق عليها، خوفا وحبا وسترا لها وعزما على بناء مستقبلها الجميل-بإذن الله-.
أما إذا شعرت ولو كان شعورا بسيطا بأن الفتاة المراهقة لازالت في ذلك الطريق الشائن المظلم أو اعترفت بذلك تصريحا أو تلميحا فأخبري والدها سواء عن طريقك المباشر بهدوء لباقة أوعن طريق أحد المقربين كخال أو عم أو صديق لتتضافر جهودكم -جميعا- في إنقاذ تلك الوردة البيضاء من الغابة السوداء..
عزيزتي:
استعيني بالله تعالى ،وعليك بالدعاء سرا وجهرا بالستر لبناتك الكريمات، وأن الله يحفظكم من شر كل ذي شر،واغتنمي الأوقات الفاضلة التي يجيب الله الكريم فيها الدعاء، واعلمي أن سهام الليل لا تخطأ،ودعاء الوالدين مستجاب..
وفقك الله وحفظ بنيتنا الجميلة وجميع من تحبين في رضا وكرامة.
والله أعلم.
الكاتب: د.هدى بنت دليجان الدليجان
المصدر: موقع المستشار